كذب وفشل الشعارات متى سننتهي منها ؟
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
حالة من الإحباط واليأس يعيشها أغلب الشعب اللبناني نتيجة الشعارات السياسية التي تُرفع منذ عقود دون تحقيق تغيير ملموس.
هذا الشعور شائع بين أولئك الذين يرون أنّ الكثير من الجهود تُبذل في الخطابات والرموز دون الوصول إلى نتائج واقعية.
كما أنّ الهجرة والابتعاد عن الوطن هي من أبرز المظاهر التي تعكس هذا الإحباط، حيث يجد العديد من الأفراد صعوبة في التكيّف مع الواقع المحلي، ما يدفعهم للبحث عن فرص أفضل في الخارج.
شعارات “الموت لأمريكا والموت لإسرائيل “منذ قرونٍ ونحن نسمع هذا الشعار ولم تمت لا هذه ولا تلك بل بالعكس ..
“سنصلي في القدس الشريف “، أقولها لكم وبالفم الملآن لم ولن يصلي أحد طالما زعماء الأمة متفقون على التنازلات والسكوت ..
أرواحنا فدى “جزمة” فلان وعلتان وحياتنا نقدّمها تضحية من أجل الوطن، والوطن يذوب أمام أعيننا ويستشهد أولادنا وأولادهم يعيشون بنعيمٍ.
“تحقيق العدالة والمساواة همّنا الأساس”من يسمعها ويشاهد كيف يعيش المواطن يتأسّف على سكوته ..
منتصرون ، منتصرون بماذا ؟
هل بالشعارات المضحكة على عدونا بينما وطننا يُهدم وهو في طريقه إلى الزوال ..!!!!
أشعر أنّ الشعارات المتكررة والسياسات الفارغة قد حوّلت الوطن إلى “وطن الشعارات”، حيث يتم التركيز على الكلام الكبير دون تحقيق أي تغيير ملموس.
هذا الإحساس بالوعود يُستخدم لتهدئة الناس أو صرف انتباههم عن القضايا الحقيقية مما يعزّز فكرة “الضحك على الذقون”.
فشل “وطننا بالشعارات” يعكس خيبة الأمل العميقة في النظام السياسي الذي يعتمد على الخطابات الرنانة بدلاً من تقديم حلول حقيقية وملموسة للمشاكل التي يعاني منها المواطنون.
هذا الفشل يتجلى في ارتفاع معدلات الفقر، والفساد المستشري، حيث يبقى المواطن محاصراً بين وعود لا تتحقق وأزمات متفاقمة.
يتم استخدام الشعارات والعبارات الجذابة الكاذبة من قبل الميليشيات والسياسيين وأحزابهم السياسية والناشطين خاصةً المناصرين منهم .
إصح يا وطن أو بالأحرى إصح أيها الشعب قبل أن ترى نفسك بلا وطن وترقص على نغمة “كيكي دو يو لاف مي ..kiki do you love me
انتفض على كذبهم وشعاراتهم الفارغة ، ألم يحن الوقت لمحاسبتهم خاصةً على شعاراتهم ..
ألم تشعر بعد بما حلّ بك ؟
هل ما زلت تتأمل الخير من هذه الطبقة الميليشياوية الحاكمة ؟
إصح إصح يا بطل شخيرك قد لفّ العالم …
قد يكون الخروج من هذا الفشل يتطلب وعياً جماعياً وتحركاً شعبياً يركّز على المطالبة بالتغيير الفعلي بدلاً من الاستمرار في الدوران في دوامة الشعارات الفارغة.
إرسال التعليق