افتتاح سلسلة لقاءات في مختلف المحافظات اللبنانية في إطار إعداد الخطة الوطنية الثانية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن
كلودين عون من بعلبك الهرمل، خلال افتتاح سلسلة لقاءات في مختلف المحافظات اللبنانية في إطار إعداد الخطة الوطنية الثانية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن:
نستكمل معكم مسار إعداد الخطة الثانية، متبنين نهجًا “من القاعدة إلى القمة”، إذ أننا نؤمن بأن التغيير الحقيقي والمستدام لا يمكن تحقيقه إلا عندما يكون الأشخاص الأكثر تأثرًا وتأثيراً بالقضايا جزءًا من الحوار، وجزءًا من عملية اتخاذ القرار، والأهم من ذلك، جزءًا من الحل.”
افتتحت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية من محافظة بعلبك الهرمل، سلسلة من اللقاءات التي سوف تعقدها في مختلف المحافظات اللبنانية، والتي تهدف إلى توصيف الأوضاع القائمة في المحافظات وتبادل الاقتراحات والمبادرات والتدخلات مع الشخصيات والهيئات الرسمية والخاصة المعنيّة بالشؤون التنموية والثقافية والأمنية والسياسية والاقتصادية في المحافظة، بهدف وضع خطة العمل الوطنية الثانية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن.
جاء اللقاء بدعوة من السيدة كلودين عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ومحافظ بعلبك الهرمل الأستاذ بشير خضر، وهو يندرج في إطار المسار الذي تعتمده الهيئة الوطنية لتطوير خطة العمل الوطنية الثانية لتطبيق القرار 1325، وضمن سلسلة من اللقاءات التي سوف تعقد، وذلك بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبالتعاون مع منظمة أبعاد ضمن مشروعها الممول من وزارة الخارجية الهولندية.
شارك في اللقاء الذي عقد في قاعة اتحاد بلديات بعلبك، إلى جانب السيدة عون والأستاذ خضر، السيدة جيلان المسيري ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان وقادة دينيون وممثلو نواب من المنطقة، قائمقام ورؤساء اتحادات بلديات ورؤساء البلديات وممثلات وممثلون عن القوى الأمنية والعسكرية، والوزارات والإدارات العامة، والمؤسسات التربوية، والأحزاب السياسية، والمؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية الفاعلة في محافظة بعلبك الهرمل .
ويأتي إعداد الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية لهذه الخطة بتكليف من رئاسة مجلس الوزراء بعد انتهاء مدة تنفيذ خطة العمل الوطنية الأولى لتطبيق القرار 1325 الذي يرتكز على أربعة محاور أساسية هي: زيادة مشاركة المرأة في كافة مستويات صنع القرار، حماية النساء والفتيات من شتى أنواع العنف لا سيما في حالات الطوارئ والحالات الإنسانية، والوقاية من العنف، وضمان مراعاة الاحتياجات الخاصة بالنساء والفتيات في أعمال الإغاثة والإنعاش.
افتتح اللقاء بكلمة محافظ بعلبك الهرمل الأستاذ بشير خضر قال فيها: “اللافت أننا في العام 2024، في بلد مثل لبنان ما زلنا نعالج ونعقد لقاءات لأمور تعتبر أساسية وبديهية في حياة الإنسان، مع الإشارة إلى أن المرأة في لبنان لديها الكثير من الحقوق التي حصلت عليها قبل العديد من البلدان الأوروبية والغربية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، المرأة في لبنان كان لديها حق الانتخاب قبل المرأة في سويسرا، ولكن أين نحن اليوم بمقارنة مع دول أخرى؟”
وأورد المحافظ خضر بعض العينات التي نواجهها في مجتمعنا، ومردها إلى موروث اجتماعي يقف حجر عثرة أمام تحقيق المرأة طموحاتها، أو يؤثر على خياراتها.
وتابع: “للأسف ما زالت هناك بعض الجرائم ترتكب أحيانا في بعلبك الهرمل، وإن كانت بشكل محدود، تحت مسمى جرائم الشرف”.
وختم خضر: “تعليم المرأة في محافظة بعلبك الهرمل أساس لدى العائلات، وهناك الكثير من السيدات اللواتي يشغلن مواقع مرموقة على الصعيد الأكاديمي والعلمي والوظيفي وفي كل المجالات، ولكن من العوائق الأساسية التي تواجه الفتاة في مرحلة التعليم العالي في المنطقة، غياب الكثير من الاختصاصات العلمية، وبالتالي غياب فرص التعليم العالي للمرأة في المحافظة، ومعارضة بعض العائلات لمتابعة بناتها الدراسات الجامعية العليا في بيروت، مما يحرم العديد من فرص كان من الممكن أن تتاح لهن في القطاع الرسمي أو الخاص، كما يحرم المجتمع والوطن من فرصة الاستفادة من طاقاتهن وإبداعاتهن في مختلف الميادين.”
بعدها ألقت السيدة عون كلمة قالت فيها : “نجتمع اليوم في بعلبك الهرمل ،العريقة بتاريخها، والصامدة بأهلها. وهي منطقة تواجه، كغيرها من المناطق اللبنانية، تحديات تؤثر بشكل متفاوت على نسائنا وفتياتنا. نحن هنا اليوم لنستمع منكم، ولنضمن أن تُسمع أصوات كلّ مكوّنات هذه المنطقة وتدمج أولوياتها في خطة العمل الوطنية الثانية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن.”
وتابعت: “بداية، دعونا نفكر في ثلاثة مفاهيم رئيسية تندرج في صلب القرار 1325 ومسار إعداد خطته الوطنية: السلام، الأمن، والمرأة.
ما هو السلام؟
السلام هو أكثر من مجرد غياب للحروب والنزاعات، إنه وجود العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية، وتكريسها. السلام هو الحالة التي تسمح للناس بالعيش في طمأنينة، وببناء مستقبل مزدهر يعتمد على الاحترام المتبادل بين الناس. السلام هو أن يعيش كل فرد، بغض النظر عن جنسه، دون خوف من العنف أو القمع.
ما هو الأمن؟
الأمن يتعلق بالحماية. ولكن الأمن الحقيقي يتجاوز الحدود والجدران والأسلحة. هو أن نشعر بالأمان في منازلنا، وبلداتنا، ومجتمعاتنا. إنه التأكيد على أن حقوقنا مصونة، وأصواتنا مسموعة، وأننا محميات ومحميون من الأذى. بالنسبة للنساء، يجب أن يشمل الأمن التحرر من جميع أشكال العنف، سواء كانت جسدية أو جنسية أو نفسية أو اقتصادية. إنه يتعلق بالشعور بالأمان في التعبير عن الآراء، وفي المشاركة في صنع القرار وفي القرارات التي تؤثر على حياتنا.
ومن هي المرأة؟
المرأة كما الرجل هي قائدة، ومبدعة، ورائدة ومربية، إنها شريكة في بناء الأسر والمجتمعات والأمم. ولكن دور المرأة غالبًا ما يتم تجاهله أو التقليل من أهميته. فلا يمكننا الاستمرار بالنظر إلى المرأة فقط من خلال دورها في المنزل أو دورها الرعائي، بل كقوة حيوية للسلام والأمن في المجتمع. المرأة هي عامل للتغيير، مُمَكَّنة وجاهزة للمساهمة في بناء السلام واتخاذ القرارات بهدف ازدهار وطننا. “
هذه المفاهيم الثلاثة: السلام والأمن والمرأة، هي مترابطة بشكل وثيق. فمن دون المشاركة الفعالة للنساء في المجتمع وعلى المستويات كافة، لا يمكن أن يكون هناك سلام مستدام. وبدون ضمان سلامة وأمن النساء والفتيات، لا يمكننا الادعاء بوجود أمن حقيقي في مجتمعاتنا. ومن هنا تأتي أهمية قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن.”
وأكدت: “اليوم، وبعد نجاح تنفيذ الخطة الوطنية الأولى لتطبيق القرار الأممي 1325، نستكمل معكم مسار إعداد الخطة الثانية ، متبنين نهجًا “من القاعدة إلى القمة”. إذ أننا نؤمن بأن التغيير الحقيقي والمستدام لا يمكن تحقيقه إلا عندما يكون الأشخاص الأكثر تأثرًا وتأثيراً بالقضايا جزءًا من الحوار، جزءًا من عملية اتخاذ القرار، والأهم من ذلك، جزءًا من الحل. إن تجاربكم، وواقعكم ورؤيتكم هي أساسية في تطوير خطة عمل تعكس الاحتياجات والأولويات الحقيقية للنساء والفتيات، وللمجتمع بأسره.
سوف نحرص اليوم من خلال مناقشاتنا على أن تلعب محافظة بعلبك الهرمل دورًا أساسياً في تحديد أولويات خطة العمل الوطنية الجديدة. وسوف نقوم بتقييم ما نجح، ما لم ينجح، وما يجب تغييره لضمان أن تحاكي هذه الخطة وتستهدف جميع المحافظات اللبنانية”.
وختمت: “أشكركم على استجابتكم لدعوتنا، وأتطلع إلى مناقشاتنا، وتأكّدوا أن أفكاركم سوف تساهم في تحديد أولويات الخطة. وإنني على يقين أن هذا اللقاء سوف يتيح لنا تحديد مبادرات مستمدة من خبراتكم، علّنا سوياً نساهم في تعزيز أسس الأمن والسلام.
الشكر والتقدير إلى سعادة المحافظ الأستاذ بشير خضر لمشاركة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية في تنظيم هذا اللقاء ولعمله الاستثنائي للنهوض بقضايا الإنسان في المحافظة، والشكر أيضاً إلى شريكنا الدائم، هيئة الأمم المتحدة للمرأة ممثلة بالسيدة جيلان المسيري، لدعمها تنظيم اللقاءات الحوارية مع الفعاليات المحلية في المحافظات، في إطار عملية إعداد الخطة الثانية للقرار 1325.”
ثم ألقت السيدة المسيري كلمة قالت فيها: “إن خطط العمل الوطنية حول المرأة والسلام والأمن تعد إطاراً استراتيجياً وضعته الدول لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325 ، ويهدف هذا القرار إلى تعزيز دور المرأة في منع النزاعات وحلها وإعادة الإعمار وخطط التعافي بعد النزاع، مع السعي نحو تحقيق المساواة بين الجنسين. كما يركّز على ضمان سماع أصوات النساء وتقديرها في عمليات السلام، والاعتراف باحتياجاتهن، ومساهماتهن، ومعالجتها. “
وتابعت: “تلعب هيئة الأمم المتحدة للمرأة دورًا جوهرياً في توجيه ودعم الدول في تطوير وتنفيذ خطط العمل الوطنية المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن. إذ توفر الهيئة الخبرات والموارد وأفضل الممارسات لضمان شمولية وفعالية هذه الخطط. وتساند الهيئة الحكومات ومنظمات المجتمع المدني من خلال تقديم المساعدة الفنية وبناء القدرات لتمكينها من تنفيذ خطط العمل بنجاح.
وأود أن أعبر عن جزيل شكري للهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية على جهودها الاستثنائية في تنفيذ خطة العمل الوطنية الأولى حول المرأة والسلام والأمن في لبنان. فقد قامت الهيئة بدور محوري في تنسيق جهود مختلف الأطراف المعنية وضمان تحقيق أهداف الخطة، مما أسهم في تحقيق تقدم ملموس نحو تعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة في لبنان. وإن نجاح تنفيذ خطة العمل الأولى أرسى قاعدة صلبة للجهود المستقبلية، وأكد الالتزام الراسخ بدعم دور المرأة في مجالي السلام والأمن.”
وأكدت: ” إن مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار لا تعزز فقط العدالة، بل تسهم أيضا في تحقيق سلام أكثر استدامة وشمولية. وأن إدماج المرأة في مفاوضات السلام وصنع القرار يساعد على نزع فتيل الصراعات بشكل أكثر فعالية، إذ تقدم النساء رؤى وأفكار متنوعة تسهم في بناء الجسور وبناء التوافق. ومن الضروري تعزيز مشاركة النساء في جميع مستويات صنع القرار لتحقيق سلام دائم وهادف.”
وختمت: ” يضمن هذا النهج التشاوري أن تستجيب الخطة للاحتياجات والسياقات المتنوعة على المستوى المحلي. فكل منطقة تواجه تحديات خاصة بها ولديها احتياجات محددة تتعلق بالسلام والأمن. ومن خلال التشاور مع أصحاب المصلحة المحليين، يمكننا تصميم خطة العمل الوطنية الثانية لمعالجة هذه القضايا المتميزة بشكل فعال. وتعزز هذه المشاورات الشمولية، ما يساعد على بناء الثقة وضمان أن تكون الخطة ذات صلة ومدعومة من المؤسسات المحلية.”
وبعد أن تمّ استعراض القرار1325 أهدافه، مضمونه، وأسباب صدوره، وعرض فيديو قصير حول مسار إعداد الخطة الوطنية الأولى لتطبيق القرار 1325 وأبرز إنجازاتها والتحديات التي واجهت تطبيقها، دار نقاش بين المشاركات والمشاركين حول مسح وتقييم الوضع العام للسلام والأمن في محافظة بعلبك الهرمل، ومحاور القرار 1325 حول المرأة والسلام والأمن، والأولويات التي يجب أن تتضمّنها خطة العمل الوطنية الثانية.
إرسال التعليق