×

تحالف متحدون: لبنان سفينة بلا قبطان، متروك لقراصنة السلطة وشعبه يُباد: أين الشجعان كي يضعوا حداً لهذه القرصنة ويفاوضوا باحترام لوقف الحرب ويقودوا السفينة إلى بر الإصلاح والأمان والسلام؟

عندما يكون أي شعب أمام سلطة فاسدة مختلسة مجرمة بحقه ولا تمثّله، أفلا تصبح أولى الأولويات استبدالها بمن يمثّله بحقّ ويرعى مصالحه بصدق وأمانة؟ عندما والحال هذه يصبح أي بلد عرضة لسوء السمعة والاعتداء عليه والاستهزاء به والتنكيل بشعبه، الذي أتى بمن لا يؤتمن على مصالحه فوقع ضحية لفساده ووجده يجرّه مرهّباً مقموعاً منهوباً مقهوراً مستعبداً مستضعفاً ذليلاً إلى حرب لا تخدم مصالحه ولا مصلحة بلده الصغير، ألا يضحي كالسفينة المبحرة وسط الرياح العاتية من دون قبطان وعلى متنها قراصنة تلك السلطة المجرمة يعيثون فيها فساداً؟ أولا تقتضي شدّة ما نمرّ به أن نعيد النظر في من وقعت خياراتنا عليهم فنستبدلهم بحكماء صادقين نظيفي الكف شجعانٍ أكفّاء يمتلكون جرأة التصدي لإرهاب تلك السلطة لإنقاذ بلدهم وشعبهم من فظائع الحرب وآلة القتل والدمار؟ عندما يتعرّض شعب لـ سرقة العصر” ولتصفية حسابات ومصالح دول مختلفة عبر حرب الأرض المحروقة” ولقتل ودمار وتهجير أشبه بـ إبادة موصوفة، أليس أول وأمسّ ما يحتاجه هو استبدال تلك السلطة الفاقدة للشرعيّة بأخرى تمثّله، لا تختبئ وراء اللجوء إلى تخوين وترهيب وقمع من يتصدّى بكل وطنية لإرهابها وطغيانها فيما هي غارقة حتى العظم في خيانة وطن يستباح خدمة للخارج؟ عندما يحقق أبناء الشعب اللبناني إنجازاً عريقاً في مقاومة الاحتلال ثم يأتي ما يهدّد نسف هذا الإنجاز برمّته في ظل دولة غائبة وسلطة فاسدة، ألا يصبح الأولى أن يخاطب هؤلاء الشجعان العالم كله بشكل مباشر كي يثنوه عن التواطؤ ضد بلدهم، كما وأن يخاطبوا المحتل مباشرة ليحاولوا بكل إصرار ثنيه عن تدمير البلد وقتل شعبه، سعياً لسلام محقّ وعادل للجميع بدلاً من التلطّي وراء شعارات باتت جوفاء لكثرة ما تحمله من كلام حق يراد به باطل؟ عندما يحصل كل هذا وتعلو صرخات وآهات من كل ناحٍ ويكلّل السواد والدموع دماء الأبرياء وينتهك القتل والدمار كل الحرمات، تصبح الحاجة لصدق وجرأة وحكمة ودور هؤلاء الشجعان ماسّة ماسّة، فهل من خلاص بغير هذا؟ إن بلى فهاتوهم. وإن لا فجِدوهم وولّوهم وامنحوهم ثقتكم قبل خراب البصرة بالكامل!

إرسال التعليق

منوعات